الخلاف قوي فيما لو تنمصت لزوجها
11-6-2002 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم أشكر جهودكم لإعانة الشباب المسلم وبعد:يفتي أحد الفقهاء الأفاضل من مصر أن نمص الحاجبين بشكل خفيف وغير مبالغ فيه جائز مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لعن الله النامصة و المتنمصة..) فهل يعني ذلك أن الشيخ تساهل في المسألة أم أن الأمر جائز؟ مع العلم أنني أشاهد محجبات صحفيات شيعيات متنمصات والمعروف عنهن أنهن الأكثر تشددا؟فأفتونا في هذه المسألة جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد لعن النامصات والمتنمصات، كما روى البخاري ومسلم : أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله، ثم قال: ما لي لا ألعن من لعن النبي صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ) [الحشر:7].
وجماهير أهل العلم يستدلون بهذا الحديث على تحريم النمص قليله وكثيره، ونقل عن الإمام أحمد رحمه الله أنه يكره، والذي اعتمده فقهاء الحنابلة التحريم. قال ابن مفلح في الفروع: ويحرم نمص ووشر.
وقال ابن قدامة في المغني بعد ذكر الحديث السابق بلفظ: "لعن الواصلة والمستوصلة، والنامصة والمتنمصة، والواشرة والمستوشرة" قال رحمه الله: فهذه الخصال محرمة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن فاعلها، ولا يجوز لعن فاعل المباح. انتهى كلامه رحمه الله.
وإنما يقوى الخلاف بين العلماء رحمهم الله فيما لو تنمصت المرأة للتزين لزوجها، فبعض أهل العلم يجيز ذلك مستدلاً بقول عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن الحِفاف فقالت للسائلة: إن كان لك زوج فاستطعتِ أن تنتزعي مقلتيك فتصنعيهما أحسن مما هما فافعلي. ويحمل الحديث على أن المراد به من فعل ذلك للتدليس.
هذا، وننبه الأخ السائل إلى أن معرفة تدين الناس والتزامهم بدين الله عز وجل لا يعرف من خلال الادعاء، وأن يقول الإنسان ما ليس فيه، بل يعرف المتدين من غير المتدين من خلال عرض أعماله وعقائده على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وبهذا المقياس فقط يعرف مدى تمسك الشخص بدينه.
والله أعلم.