الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن دعوة الصائم لا ترد، أخرج البيهقي عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد لولده، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر. صححه الألباني.
وقد ورد الحديث بلفظ: ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حين يفطر، ودعوة المظلوم.
وهذا يفيد أن الدعوة المستجابة للصائم تكون وقت إفطاره، وفي رواية أخرى: ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم. وهذا اللفظ بروايتيه ضعيف كما ذكر الألباني.
واللفظ الأخير يفيد أن دعوة الصائم مستجابة إذا وقعت وقت صيامه، ولا يزال يستجاب له حتى يفطر، وعبارة الدعوة هنا لا تقتضي أنها دعوة واحدة ولا أنها بشيء واحد، بل المراد ـ والله أعلم ـ دعاؤه، فعلى المسلم أن يأخذ بالأحوط فيدعو ويجتهد في الدعاء حال صيامه وعند إفطاره ويدعو بما شاء من أمورالآخرة وما يباح من أمور الدنيا، قال المناوي في فيض القدير عند شرح الحديث المذكور: ومراده كامل الصوم الذي صان جميع جوارحه عن المخالفات فيجاب دعاؤه لطهارة جسده بمخالفة هواه. انتهى.
والله أعلم.