الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا لم نطلع على حديث ذكر فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم شتم رجلا بما ذكر، ومن المعلوم في كتب السنة والسيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أعف الناس لساناً، وأحسنهم كلاماً، وألينهم خطاباً، وأشدهم حياء. فقد قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه. رواه البخاري ومسلم.
وكان جميل العشرة، دائم البشر، سهل الخلق، لين الكلام، لا يواجه أحداً بما يكره، وقد خدمه أنس بن مالك عشر سنين وهو غلام، فذكر أنه لم يلمه على شيء فعله أو تركه.
وروى البخاري عن أنس قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا لعاناً ولا سباباً.
وكان لا يصرح بالألفاظ التي فيها فحش، بل يكني ويعرض.
وإن كان السائل يشير بسؤاله إلى ما ثبت عنه في مقام الإنكار على أهل التعصب الجاهلي قوله صلى الله عليه وسلم : من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا..
وهذا الحديث رواه أحمد و النسائي في الكبرى، والضياء في المختارة وغيرهم، وصححه الألباني وغيره، وقد تكلمنا على معناه وسبب المجاهرة بذلك في فتاوى مفصلة سابقة فلتراجع فيه الفتاوى ذوات الأرقام: 71170، 113416، 55887.
.
والله أعلم.