الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت تلك الفتاة قد تابت واستقامت فلا يجوز لك هجرها بسبب الذنب الذي تابت منه، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له لكن لا حرج عليك في ترك مصاحبتها من غير هجر، والهجر عند الجمهور يزول بمجرد السلام، وراجعي الفتوى رقم: 132999.
أما الفتاة التي علمت أنها وقعت في علاقة محرمة فإن كانت لم تتب فلا حرج عليك في هجرها ولا سيما إن كنت تخشين على نفسك من مصاحبتها, وعلى وجه العموم فهجر أصحاب المعاصي يدور مع المصلحة، فإن كان الهجر يفيد في ردّهم إلى الصواب أو كان في صلتهم ضرر في الدين أو الدنيا فالهجر أولى، وإن كان الأصلح لهم الصلة مع مداومة النصح فهو أولى قال الحافظ ابن عبد البر: وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّ مَنْ خُشِيَ مِنْ مُجَالَسَتِهِ وَمُكَالَمَتِهِ الضَّرَرُ فِي الدِّينِ أَوْ فِي الدُّنْيَا وَالزِّيَادَةُ فِي الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ فَهِجْرَانُهُ وَالْبُعْدُ عَنْهُ خَيْرٌ مِنْ قُرْبِهِ، لِأَنَّهُ يَحْفَظُ عَلَيْكَ زَلَّاتِكَ وَيُمَارِيكَ فِي صَوَابِكَ وَلَا تَسْلَمُ مِنْ سُوءِ عَاقِبَةِ خُلْطَتِهِ وَرُبَّ صَرْمٍ جَمِيلٍ خَيْرٌ من مخالطة مؤذية.
وانظري الفتوى رقم: 14139.
والله أعلم.