الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذكر بعض أهل العلم أن من آثار الاستخارة التي ينبني عليها المضي في الأمر انشراح الصدر بشرط وهو: أن لا يفعل ما ينشرح له صدره مما كان له فيه هوى قوي قبل الاستخارة. وهو قول ابن حجر رحمه الله. وقال ابن عبد السلام رحمه الله: يفعل ما اتفق أي يفعل الأمر الذي تيسر له من الأمرين، واستدل أن في بعض طرق الحديث: (ثم يعزم) وأول الحديث: "إذا أراد أحدكم أمراً فليقل…… " أي دعاء الاستخارة. وبعضهم يقول إنه يفعل الذي يسبق إلى قلبه، ولكن الحديث الوارد فيه سنده واهٍ جداً. وقال النووي رحمه الله: يفعل ما ينشرح به صدره؛ لكن بالشرط السابق الذي ذكره ابن حجر. وعلى كل حال فالصحيح أنك ما دمت استخرت الله فلن تفعل إلا ما فيه خير لك، ولو لم يشرح له صدرك. وهذا هو الصواب ، ثم إن عليك أن تعلم أن الاستخارة لا تكون فيما أمر الله به فرضاً أو نفلاً، ولا فيما نهى عنه تحريماً أو كراهةً بل تكون فيما أذن فيه فعلاً وتركاً.
والله أعلم.