الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يعوضك خيرا مما فقدت، وننصحك بأن تهوني على نفسك وتصبري حتى لا يفوتك شيء من أجر المصيبة.
ولتعلمي أن غسل السقط وتكفينه والصلاة عليه لا يشرع عند كثير من أهل العلم؛ لأن السقط لا يحتاج لذلك فهو على الفطرة.
فذهب المالكية ومن وافقهم إلى أن المولود الذي لم يستهل صارخا- أي لم ينزل حيا- لا يغسل ولا يحنط ولا يصلى عليه، ولا يسمى ولا يرث ولا يورث، وذلك لما رواه الترمذي والنسائي و ابن حبان و الحاكم و البيهقي من حديث جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الطفل لا يصلى عليه ولا يرث ولا يورث حتى يستهل. صححه الألباني .
ولذلك فإنه لا يلزمكم تسمية هذه البنت ولا العقيقة عنها ولا الدعاء لها.. لأنها لا تحتاج إلى شيء من ذلك.
وذهب كثير من أهل العلم إلى أن السقط يسمى ويصلى عليه..
وانظري مذاهب أهل العلم في ذلك في الفتويين: 111962، 46387.
ولا حرج في الأخذ بالقول الأخف بعد فوات المسألة.
وأما شفاعتها في والديها فقد جاء في بعض الأحاديث أن السقط يشفع لوالديه إذا احتسباه عند الله تعالى، فمن ذلك ما رواه ابن ماجه و أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:والذي نفسي بيده إن السقط ليجر أمه بسرره إلى الجنة إذا احتسبته. وفي رواية: فيجرهما بسرره حتى يدخلهما الجنة.
وما أحسست به في نهاية الحمل لا يمكننا الحكم عليه، وكذا الحال في كل ما سألت عنه من أمر الغيب فإنه لا يجوز الكلام فيه إلا بتوقيف من الشارع.
والله أعلم.