الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالظاهر أن هذا لا حرج فيه، لأن قائله يريد به تشبيه حاله بحال المعذب في النار وهذا لا مانع منه، فهو من باب تشبيه الأدنى بالأعلى وهذا أسلوب عربي مشهور، ولا شك أن حر الدنيا لا يقارن بحر الآخرة، كما قال تعالى: قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ .
ويدل على جواز هذا الأسلوب ما في الحديث: أبردوا بالظهر فإن شدة الحر من فيح جهنم. متفق عليه.
وفي الحديث: الحمى من فيح جهنم. رواه البخاري.
قال المناوي: ( الحمى من فيح جهنم ( أي حرها من شدة حر الطبيعة وهي تشبه نار جهنم في كونها مذيبة للبدن، أو المراد أنها أنموذج منها. اهـ
وقال المباركفوري: والمعنى أن حر الحمى شبيه بحر جهنم تنبيها للنفوس على شدة حر النار وأن هذه الحرارة الشديدة شبيهة بفيحها وهو ما يصيب من قرب منها من حره. اهـ
والله أعلم.