الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن علمت بوجود نسبة كحول في هذا العصير فلا يجوز لك الشرب منه حتى ولو كانت النسبة بسيطة، لما ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما أسكر كثيره فقليله حرام. رواه أحمد.
وروى البخاري ومسلم وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كل مسكر حرام.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل مسكر حرام، وما أسكر منه الفرق فملء الكف منه حرام. رواه أبو داود والترمذي وحسنه وأحمد، وصححه الألباني.
قال المناوي في فيض القدير: أي شربه، أي إذا كان فيه صلاحية الإسكار حرم تناوله ولو لم يسكر المتناول بالقدر الذي تناوله منه لقلته جدا .. اهـ
ويستثنى من هذا ما إذا كانت نسبة الكحول قد استحالت إلى مادة أخرى غير مسكرة قبل خلطها بهذا العصير، فلا حرج في تناوله، أما إن كان نسبة الكحول باقيةً على حالها الأصلية، فلا يجوز تناول العصير حينئذ، وراجع الفتوى رقم: 131095.
وما شربته وأنت غير عالم باشتمال العصير على الكحول لا إثم عليك فيه ـ إن شاء الله ـ فإن الله تعالى من رحمته بهذه الأمة تجاوز لهم عن الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه، قال تعالى: رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا {البقرة:286} قال الله في جوابها: قد فعلت. أخرجه مسلم.
والله أعلم.