الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأشاعرة والماتريدية يقولون إنهم هم أهل السنة وقبلهم المعتزلة، وليست العبرة بالزعم وإنما بمطابقة الدعوى للواقع، ونحيل السائل على كتاب الأشاعرة في ميزان أهل السنة للشيخ فيصل الجاسم، وهو نقد علمي لكتاب أهل السنة الأشاعرة شهادة علماء الأمة وأدلتهم، وقد سبق لنا ذكر أشهر أصول الأشاعرة المخالفة لمنهج السلف الصالح، أهل السنة والجماعة، وذلك في الفتوى رقم: 38987.
وننبه هنا على أن الإمام أبا الحسن الأشعري قد مر بثلاث مراحل: مرحلة الاعتزال، ثم متابعة ابن كلاب، ثم موافقة أهل السنة، وعلى رأسهم الإمام أحمد بن حنبل، وقد صرح الأشعري بهذا الموقف الأخير في كتبه الثلاثة: رسالة إلى أهل الثغر، ومقالات الإسلامين، والإبانة، فمن تابع الأشعري على هذه المرحلة، فهو موافق لأهل السنة والجماعة في أكثر المقالات، ومن لزم طريقته في المرحلة الثانية فقد خالف الأشعري نفسه، وخالف أهل السنة في العديد من مقالاتهم، وقد سبقت لنا الإشارة إلى ذلك مع إحالة من أراد التفصيل على بعض الكتب المتخصصة في دراسة مذهب الأشعرية وحياة الأشعري ـ رحمه الله ـ وذلك في الفتوى رقم: 10400.
هذا، وقد رجع كثير من أئمة الأشاعرة في نهاية حياتهم إلى مذهب أهل السنة كما رجع الأشعري نفسه، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 134439.
وللوقوف على أوجه الاختلاف بين منهج أهل السنة والجماعة ومنهج الأشاعرة يمكن الرجوع للمصادر التي سبق ذكرها في الفتوى رقم: 139074.
والله أعلم.