الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فان تعلم أحكام التجويد منه ما هو واجب ومنه ما هو مستحب.
جاء في الموسوعة الفقهية في بيان حكم القراءة بأحكام التجويد: ذهب المتأخّرون إلى التّفصيل بين ما هو واجب شرعيّ من مسائل التّجويد، وهو ما يؤدّي تركه إلى تغيير المبنى أو فساد المعنى، وبين ما هو واجب صناعيّ أي أوجبه أهل ذلك العلم لتمام إتقان القراءة، وهو ما ذكره العلماء في كتب التّجويد من مسائل ليست كذلك، كالإدغام والإخفاء إلخ , فهذا النّوع لا يأثم تاركه عندهم , قال الشّيخ عليّ القاريّ بعد بيانه أنّ مخارج الحروف وصفاتها ، ومتعلّقاتها معتبرة في لغة العرب: فينبغي أن تراعى جميع قواعدهم وجوباً فيما يتغيّر به المبنى ويفسد المعنى، واستحباباً فيما يحسن به اللّفظ ويستحسن به النّطق حال الأداء. اهـ
وقال أبو حامد الغزالي رحمه الله في الإحياء: والذي يُكثر اللحن في القرآن إن كان قادراً على التعلم فليمتنع من القراءة قبل التعلم فإنه عاص به، وإن كان لا يطاوعه اللسان فإن كان أكثر ما يقرؤه لحنا فليتركه وليجتهد في تعلم الفاتحة وتصحيحها، وإن كان الأكثر صحيحاً وليس يقدر على التسوية فلا بأس له أن يقرأ، ولكن ينبغي أن يخفض به الصوت حتى لا يسمع غيره، ولمنعه سراً منه أيضاً وجه، ولكن إذا كان ذلك منتهى قدرته وكان له أنس بالقراءة وحرص عليها فلست أرى به بأساً. انتهى.
وأما عن موضوع عدم وجود الفراغ لذهابك لمراكز التحفيظ فيمكنك أن تتعلمي التجويد في بيتك إن كان أحد أهلك يمكنه تعليمك وإلا فاستعيني بالدروس والصوتيات المسجلة، وحاولي أن تسمعي المقطع الذي تريدين قراءته من تلاوة أحد الشيوخ، وصححي القراءة بواسطة السماع إن أمكن؛ وإلا فإن كان عندك لحن جلي تمنع القراءة بسببه فاكتفي بالسماع والنظر في المصحف. مع التنبيه إلى أن تعلم الفاتحة وحفظها على وجه صحيح واجب لا يؤخر إلى الانتهاء من الجامعة أو غيرها، وراجعي الفتوى رقم 62268
والله أعلم.