الحمد لله والصلاة والسلام على رسل الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا أن من اغتسل لرفع الحدث الأكبر ثم ذكر أنه نسي عضوا من أعضائه لم يغسله فإنه يغسله ولا شيء عليه وغسله صحيح، وذلك لأنه لا يشترط الترتيب في الغسل، والموالاة فيه سنة عند الجمهور كما فصلناه في الفتوى رقم: 136321, قال الشافعي في الأم: ولو ترك لمعة من جسده تقل أو تكثر إذا احتاط أنه قد ترك من جسده شيئا فصلى أعاد غسل ما ترك من جسده ثم أعاد الصلاة بعد غسله. اهـــ .
وعليه فما فعلته صحيح، ولا يلزمك إعادة الوضوء بل لا يلزمك الوضوء أصلا بعد غسل الجنابة، لأن الحدث الأصغر يندرج تحت الأكبر.
جاء في المغني لابن قدامة: قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: الْمُغْتَسِلُ مِنْ الْجَنَابَةِ إذَا لَمْ يَتَوَضَّأْ وَعَمَّ جَمِيعَ جَسَدِهِ, فَقَدْ أَدَّى مَا عَلَيْهِ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى إنَّمَا افْتَرَضَ عَلَى الْجُنُبِ الْغُسْلَ مِنْ الْجَنَابَةِ دُونَ الْوُضُوءِ, بِقَوْلِهِ: وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا. وَهُوَ إجْمَاعٌ لَا خِلَافَ فِيهِ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ ,.... اهــ. وانظر الفتوى رقم: 107363 . لمزيد من التفصيل في الموضوع.
والله أعلم.