الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أيها السائل أولا أن تتقي الله تعالى وتكف عن الحديث مع تلك المرأة، فإن هذا من خطوات الشيطان التي يستدرجك بها إلى المعصية، وقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {النور : 21}.
وقد سبق أن بينا في عدة فتاوى خطورة التحدث مع المرأة الأجنبية وأن الكلام مع الأجنبية بغير حاجة باب فتنة وذريعة فساد وأن العلماء أفتوا بتحريمه، قال العلّامة الخادمي ـ رحمه الله ـ في كتابه: بريقة محمودية ـ وهو حنفي: التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة، لأنه مظنة الفتنة. اهــ.
فالذي ننصحك به أن تكف عن محادثة تلك الفتاة، وانظر الفتوى رقم: 121866.
وأما ما يخرج منك: فالذي يظهر أنه مذي وليس منيا, والمذي سائل لزج شفاف يخرج عند التفكير في الشهوة أو سماع ما يستدعيها, بخلاف المني الذي يخرج دفقا بلذة عند اشتداد الشهوة, والمذي حكمه حكم البول من حيث النجاسة ووجوب التطهر منه ولا يجب بخروجه الغسل, ولا يفسد الصيام بخروجه في المفتى به عندنا, وانظر الفتوى رقم: 34363، حول أحكام جامعة حول المني والمذي والودي، وكذا الفتوى رقم: 56051، عن الفروق المعتبرة بين المذي والمني والودي, والفتوى رقم: 134712، عن خروج المذي هل يفسد الصيام؟.
وأما لو افترض أن الخارج منك كان منيا، فإن صيامك يفسد بذلك ويجب إمساك بقية اليوم والقضاء، وانظر الفتوى رقم: 127123.
والله أعلم.