الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب أولا هو مناصحة هذا الرجل ليتوب إلى الله تعالى مما يفعله مما لا يحل، كأخذه أموال الناس بالباطل عن طريق فرض غرامات تأخير ونحو ذلك، وأما ما يفعله مما يوافق القانون الموضوع لتنظيم العمل فلا لوم عليه فيه، وليعلم أن الأولى له استعمال الرفق والإحسان إلى مرؤوسيه ما أمكن وألا يشق على الناس في حدود ما أذن له فيه. هذا أولا، وأما عن هذه الشكاية فالواجب على كل أحد أن يشهد بالحق مما رآه أو سمعه، فلا يجوز الافتراء على هذا الرجل وأن يدعى عليه بما لم يفعل، وما كان يفعله ثم أقلع عنه، فإنه يبين أنه أقلع عنه ولم يعد يفعله، وما كان متلبسا به من المخالفات مما يتحقق الشخص يقينا أنه متلبس به فإنه يشهد به دون زيادة أو تحريف فإن أمر الشهادة عظيم.
والله أعلم.