الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتابعون غير أولى الإربة الذين يجوز لهم الدخول على النساء هم من لا أرب لهم في النساء، سواء كان ذلك لنقص في العقل أو لعنةٍ أو نحو ذلك مما يكون صارفا عن النساء غالبا.
جاء في مختصر تفسير ابن كثير: وقوله تعالى: {أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ} يَعْنِي كَالْأُجَرَاءِ وَالْأَتْبَاعِ الَّذِينَ لَيْسُوا بِأَكْفَاءَ، وَهُمْ مع ذلك في عقولهم وله ولا همة لَهُمْ إِلَى النِّسَاءِ وَلَا يَشْتَهُونَهُنَّ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ الْمُغَفَّلُ الَّذِي لَا شَهْوَةَ لَهُ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: هُوَ الْأَبْلَهُ، وَقَالَ عِكْرِمَةُ: هُوَ المخنث الذي لا يقوم ذكره وَكَذَلِكَ قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ.
وفي تفسير السعدي: {أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ} أي: أو الذين يتبعونكم، ويتعلقون بكم، من الرجال الذين لا إربة لهم في هذه الشهوة، كالمعتوه الذي لا يدري ما هنالك، وكالعنين الذي لم يبق له شهوة، لا في فرجه، ولا في قلبه، فإن هذا لا محذور من نظره.
فمن اتصف بشيء من هذه الصفات كان من التابعين غير أولي الإربة من الرجال. فإذا عرفت هذا المعنى فلا ندري كيف يشكل عليك تمييز صاحبه.
والله أعلم.