الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالراجح من أقوال الفقهاء اشتراط الولي لصحة النكاح، وهو القول الذي تؤيده الأدلة، ومذهب أبي حنيفة في هذه المسألة مرجوح، وراجع الفتوى رقم: 5855. فلا يجوز لك نكاح هذه الفتاة بغير إذن وليها وإلا كان النكاح باطلا.
ولكن ليس من حق الولي منع المرأة من نكاح الكفء لغير مسوغ شرعي وإلا كان عاضلا لها، ففي هذه الحالة من حق المرأة أن تراجع القاضي الشرعي لينظر في الأمر، فإن ثبت عنده العضل أنكحها أو وكل من ينكحها فالسلطان ولي من لا ولي له، وراجع الفتوى رقم: 177021. وننبه هنا إلى أن إكمال الفتاة دراستها ليس بمسوغ شرعي يرد وليها بسببه الخاطب. كما أن معاقبته لابنته بقطع دراستها وعزلها عن محيطها ظلم لها.
وإذا لم يتيسر لك أنت إقناع وليها فلا تتبعها نفسك، ولا تحجر واسعا، فابحث عن غيرها فالنساء غيرها كثير، وأكثر من دعاء الله تعالى أن ييسر لك زوجة صالحة، فقد وعد سبحانه بإجابة من دعاه، قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}. وراجع آداب الدعاء وشروطه بالفتوى رقم: 119608 : ففيها بيان آداب الدعاء.
والواجب عليك التوبة مما وقع منك من تساهل في العلاقة مع هذه الفتاة في الفترة السابقة، وعدم العود لمثلها مستقبلا. وراجع الفتوى رقم: 5450 ، وهي عن شروط التوبة.
والله أعلم.