الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يزيدك ثباتا ورضا بمقدوره، ثم اعلم بوركت أن طول العمر لا يزيد المؤمن إلا خيرا، واعلم كذلك أن الأولى للسالك أن يفوض أمره لربه تعالى ويعلم أن اختيار ربه له خير من اختياره لنفسه، فهو موطن نفسه على التسليم لحكم الله والرضا بجميع ما يقدره الله وليس له اختيار في سوى ما يختاره له ربه، فإن أحياه وأمد في عمره علم أن هذا هو الخير والمصلحة، وإن توفاه وقبضه إليه فرح بلقاء ربه تعالى وعلم أن هذا هو الخير والمصلحة، وانظر الفتوى رقم: 180545 فخير لك أن تلزم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أن يحييك الله ما كانت الحياة خيرا لك وأن يتوفاك إذا كانت الوفاة خيرا لك. وأما تمني الموت فإنه إذا لم يكن لأجل ضر أصاب العبد لم يكن ممنوعا وإن كان الأولى للسالك ما قدمناه، وانظر الفتوى رقم: 31781 .
والله أعلم.