الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كنت قد بلغت الحلم فإنك قد صرت مكلفا، وصار واجبا عليك أن تصوم جميع الشهر، فلا يجوز لك الفطر إلا لعذر يبيحه كمرض أو سفر، وليس لك أن تفطر لمجرد شدة الحر ولا لغير ذلك مما لا يعد عذرا في الشرع، إلا إذا اشتد بك التعب وخشيت على نفسك التلف أو حصول مرض بسبب إكمال الصوم فيجوز لك الفطر في هذه الحال قال المرداوي في الإنصاف: الْمَرِيضُ إذَا خَافَ زِيَادَةَ مَرَضِهِ، أَوْ طُولَهُ، أَوْ كَانَ صَحِيحًا، ثُمَّ مَرِضَ فِي يَوْمِهِ، أَوْ خَافَ مَرَضًا لِأَجْلِ الْعَطَشِ أَوْ غَيْرِهِ، فَإِنَّهُ يُسْتَحَبُّ لَهُ الْفِطْرُ، وَيُكْرَهُ صَوْمُهُ وَإِتْمَامُهُ إجْمَاعًا. انتهى.
وأما مجرد المشقة المحتملة والتي لا يترتب عليها ضرر فلا تبيح الفطر، بل تعمد الفطر والحال هذه من كبائر الذنوب ـ عياذا بالله ـ وانظر الفتوى رقم: 111650.
وعليه، فإن كنت أفطرت لعذر فعليك أن تقضي ما أفطرت من أيام بعد انقضاء رمضان، ولا يجوز لك الفطر فيما بعد إلا في الحال التي ذكرنا، وأما إن كنت أفطرت لغير عذر فاستغفر الله تعالى وتب إليه فإنك قد ارتكبت إثما عظيما، وعليك أن تقضي ما أفطرته من أيام ولا تلزمك كفارة، لأنها لا تجب على الراجح إلا في الفطر بالجماع.
والله أعلم.