الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يتوب عليك ويعافيك من هذه البلاء، ثم اعلم ـ هداك الله ـ أنك مقيم على ذنب عظيم وجرم جسيم والواجب عليك أن تبادر بالتوبة النصوح إلى الله تعالى، واعلم أن باب التوبة مفتوح لا يغلق في وجه أحد حتى تطلع الشمس من مغربها، ومن تاب إلى الله تعالى بصدق وإخلاص، فإن الله تعالى يتوب عليه ويوفقه للاستقامة فلا تيأس من رحمة الله وأقبل على ربك تائبا منيبا إليه فإنه مهما كان ذنبك عظيما فإن عفو الله عز وجل أعظم.
ومما يعينك على التوبة أن تعلم خطورة ما ترتكبه وأنه من أعظم الذنوب وأشدها خطرا على دين العبد، وانظر الفتويين رقم: 124496، ورقم: 177029.
ومما يعينك على التوبة أن تستعين بالله تعالى فإنه سبحانه مقلب القلوب ولا يهتدي العبد إلا أن يهديه ربه تعالى، ومما يعينك على التوبة كذلك أن تتخذ صحبة صالحة من عباد الله المؤمنين الحريصين على الطاعة يكونون إخوانا لك في الله يذكرونك إذا نسيت وينبهونك إذا غفلت ويحملونك على الخير ويصرفونك عن الشر، ومما يعينك على التوبة إدمان الفكرة في الموت وما بعده والقيامة وأهوالها والجنة والنار وأحوال أهلهما فترغب وترهب وتخشى أن يصيبك الله بعقوبة من عنده فتهلك، ومما يعينك على التوبة أن تتفكر في أسماء الرب وصفاته وتستحضر أنه مطلع عليك شهيد على ما تفعله لا يخفى عليه شيء من أمرك فتستحيي أن تبارزه بالمعصية وهو ناظر إليك وتخجل من أن تجعله سبحانه أهون الناظرين إليك، وعليك بالمجاهدة فإن الله وعد أهلها بالإعانة فقال سبحانه: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}.
وأشغل أوقات فراغك بما يعود عليك بالنفع في دينك ودنياك من ذكر الله تعالى وحفظ كتابه وتعلم العلم النافع، والله يتوب عليك ويهديك لأرشد أمرك.
والله أعلم.