الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما هذه الصفرة فإن كانت متصلة بالدم فهي حيض، وكذا إذا كانت في مدة العادة، وانظري الفتويين رقم: 134502، ورقم: 117502.
وأما إن كنت رأيت الطهر ثم رأيت هذه الصفرة فإنها لا تعد حيضا، وحيث كانت هذه الصفرة حيضا فصومك غير صحيح ويجب عليك قضاؤه، وإذا لم تعد حيضا فصومك صحيح لا يلزمك قضاؤه، وأما تعليقك النية على كونك طاهرا فنرجو ألا يضرك ـ إن شاء الله ـ على ما قرره شيخ الإسلام رحمه الله من أن النية تتبع العلم، قال رحمه الله: وَإِذَا صَامَهُ ـ يعني يوم الثلاثين من شعبان ـ الرَّجُلُ بِنِيَّةٍ مُعَلَّقَةٍ بِأَنْ يَنْوِيَ إنْ كَانَ مِنْ رَمَضَانَ أَجْزَأَهُ وَإِلَّا فَلَا فَتَبَيَّنَ أَنَّهُ مِنْ رَمَضَانَ أَجْزَأَهُ ذَلِكَ عِنْدَ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ، وَهُوَ مَذْهَبُ أَبِي حَنِيفَةَ، وَأَصَحُّ الرِّوَايَتَيْنِ عَنْ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِ، فَإِنَّ النِّيَّةَ تَتْبَعُ الْعِلْمَ، فَمَنْ عَلِمَ مَا يُرِيدُ فِعْلَهُ نَوَاهُ بِغَيْرِ اخْتِيَارِهِ، وَأَمَّا إذَا لَمْ يَعْلَمْ الشَّيْءَ فَيَمْتَنِعُ أَنْ يَقْصِدَهُ، فَلَا يُتَصَوَّرُ أَنْ يَقْصِدَ صَوْمَ رَمَضَانَ جَزْمًا مَنْ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُ مِنْ رَمَضَانَ. انتهى.
وأما الوساوس فاحذريها واستمري في مجاهدتها حتى لا يعاودك ما أزاله الله عنك منها.
والله أعلم.