الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ليس للعشاء سنة بعدية في المذهب المالكي ما عدا الشفع والوتر، ولذلك تجد أتباع المذهب المالكي في رمضان يقومون إلى التراويح بعد انتهاء أذكار الصلاة مباشرة .
قال خليل في مختصره في الفقه المالكي: ندب نفل وتأكد بعد مغرب كظهر وقبلها كعصر بلا حد.
قال الشيخ أحمد الدردير: بلا حد يتوقف عليه الندب بحيث لو نقص عنه أو زاد فات أصل الندب، بل يأتي بركعتين وبأربع وبست، وإن كان الأكمل ما ورد من أربع قبل الظهر وأربع بعدها، وأربع قبل العصر وست بعد المغرب. انتهى.
وفي حاشية العدوي على الخرشي: تنبيه: سكت المؤلف عن النفل بعد العشاء للاستغناء عنه بالشفع والوتر، وأما النفل قبلها فلم يرد عن مالك وأصحابه فيه شيء، وقال سيدي زروق: ولم يرد شيء معين في النفل قبل العشاء إلا عموم قوله صلى الله عليه وسلم: بين كل أذانين صلاة، والمراد: الأذان والإقامة. انتهى.
وإذا تبين أن العشاء ليس لها سنة بعدية في المذهب المالكي علم أن التنفل بعد الوتر ليس من سنة العشاء بل يستحب أن يكون الوتر هو آخر صلاة الليل.
ففي رسالة ابن أبي زيد القيرواني: وإن زاد من الأشفاع جعل آخر ذلك الوتر، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل اثنتي عشرة ركعة ثم يوتر بواحدة، وقيل عشر ركعات ثم يوتر بواحدة. انتهى.
نعم نص المالكية وغيرهم على أن من أو تر ثم بدا له أن يتنفل بعد ذلك فلا حرج عليه لكن لا يعيد الوتر.
ففي الرسالة أيضا: أفضل الليل آخره في القيام، فمن أخر تنفله ووتره إلى آخره فذلك أفضل إلا من الغالب عليه أن لا يتنبه فليقدم وتره مع ما يريد من النوافل أول الليل، ثم إن شاء إذا استيقظ في آخره تنفل ما شاء منها مثنى مثنى ولا يعيد الوتر. انتهى.
والله أعلم.