الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن منع الفتاة عن الزواج حتى تكمل دراستها الجامعية، مع رغبتها في الزواج وحاجتها إليه وعند وجود الزوج الكفء، نوع من العضل الذي نهى الله عنه أولياء النساء، لقوله تعالى:فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوف [البقرة:232].
والعضل هو: المنع والتضييق، روى الإمام القرطبي عند تفسيره لهذه الآية الكريمة: أن معقل بن يسار كانت أخته تحت أبي البداح فطلقها وتركها حتى انقضت عدتها ثم ندم فخطبها فرضيت، وأبى أخوها أن يزوجها وقال: وجهي من وجهك حرام إن تزوجتيه، فنزلت الآية، قال مقاتل : فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم معقلاً فقال: إن كنت مؤمناً فلا تمنع أختك عن أبي البداح ، فقال آمنت بالله، وزوجها منه. تفسير القرطبي 3/104
فلا يجوز للآباء والأولياء منع بناتهم ومولياتهم من الزواج إذا احتجن إليه وتقدم لهن الأكفاء بحجة تكميل الدراسة، قال الله تعالى:وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ [النور:32].
لكن إن كانت الفتاة غير راغبة في الزواج حتى تكمل دراستها ولم يخش فوات الكفء فلا مانع من تأخير الزواج إلى ما بعد الدراسة، وإن كان الأقرب إلى مقصود الشرع تقديم الزواج على إكمال الدراسة.
والله أعلم.