الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالجمع بين المغرب والعشاء بمزدلفة سنة، ومن وصل إلى مزدلفة بعد دخول وقت العشاء جمع بين الصلاتين كما ثبت من هديه صلى الله عليه وسلم فإنه لم يصل إلى مزدلفة إلا بعد دخول وقت صلاة العشاء، جاء في الشرح الممتع لابن عثيمين: ثم إنه صلّى الله عليه وسلّم نزل في الشعب شعب المأزمين، وبال وتوضأ وضوءاً خفيفاً، وقال له أسامة: الصلاة يا رسول الله قال: الصلاة أمامك ـ وهذا يستغرق وقتاً طويلاً، فلهذا كان وصوله إلى مزدلفة بعد دخول صلاة العشاء. انتهى.
والحديث الذى أشار إليه السائل جاء في صحيح مسلم وغيره ويتعلق بصفة جمعه صلى الله عليه سلم للمغرب والعشاء بعد وصوله للمزدلفة، وفي حال ما إذا وصل الشخص للمزدلفة قبل أذان العشاء فليصل المغرب في وقتها والعشاء في وقتها، وقد مال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ إلى جواز الجمع ولو قبل دخول وقت صلاة العشاء حيث قال في الشرح الممتع: مسألة: هل نقول الآن: إنك إذا وصلت مبكراً قبل دخول العشاء فصل المغرب ثم صل العشاء في وقتها؟ نقول: نعم، إذا تيسر هذا فهو أولى، لكن في الوقت الحاضر لا يتيسر ذلك للزحام الشديد، واشتباه الأماكن، فالإنسان ربما ينطلق أمتاراً قليلة عن مقره ثم يضيع، فإذا ضاع تعب هو وتعب أصحابه، فالذي أرى من باب الرفق بالناس ـ والله يريد بنا اليسر ـ أنه متى وصلوا إلى مزدلفة صلوا المغرب والعشاء جمعاً، وإن كنت قد ذكرت في المنهج التفصيل، أنهم إن وصلوا مبكرين صلوا المغرب في وقتها والعشاء في وقتها، استناداً إلى حديث عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ وإلى المعنى الذي من أجله جاز الجمع. انتهى.
والله أعلم.