الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الدفاع عن الإسلام وعن نبيه صلى الله عليه وسلم واجب كل مسلم، روى مسلم من حديث تميم الداري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.
قال النووي في شرحه للحديث: وأما النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتصديقه على الرسالة والإيمان بجميع ما جاء به، وطاعته في أمره ونهيه ونصرته حيا وميتا، ومعاداة من عاداه وموالاة من والاه، وإعظام حقه وتوقيره وإحياء طريقته وسنته، وبث دعوته ونشر شريعته ونفي التهمة عنها...
والمقاطعة المؤثرة من جملة هذه الوسائل، وأنت إنما تكلف من ذلك ما تستطيع، قال تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا {البقرة: 286}. وقال: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن: 16}.
وأما عن كيفية نشر هذه الردود، فيمكنك إنشاء موقع خاص لذلك، أو نشرها عبر البريد، أو مراسلة المواقع المعنية بالرد على شبهات النصارى.
وأما مصاحبة أمثال هؤلاء: فإنها في غاية الخطورة والأصل في ذلك الحظر، فإن الطبع لص، والصاحب ساحب، ولذلك أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نتحرى في اختيار الصحبة، ونهانا صلى الله عليه وسلم عن مصاحبة غير المؤمنين، ومخالطة غير المتقين، فقال صلى الله عليه وسلم: المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل.
وقال صلى الله عليه وسلم: لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي. رواهما أحمد وأبو داود والترمذي، وحسنهما الألباني.
وعليك أخي أن تستغفر الله تعالى مما قمت به، وإياك أن تداهن في دينك أو تجامل في عقيدتك أو في الحق الذي تحمله وتتبعه أي أحد من الخلق كائنا من كان، وعليك أن تنشر شبهات الباطل ودحضها والرد عليها مهما كانت، رضي من رضي وسخط من سخط، لكن بالحكمة والموعظة الحسنة، كما أمر الله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {النحل: 125}.
وراجع فتوانا رقم: 114565.
وراجع أيضا الفتوى رقم: 97802، للفائدة.
والله أعلم.