الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس عندنا ما يجزم به في سبب ما ذكرت ولا شك أن العين حق، ويشرع التحفظ منها بستر الإنسان ما قد يكون سببا لها كما أخبر القرآن الكريم عن يعقوب عليه السلام، إذ أمر بنيه أن لا يدخلوا من باب واحد،: وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ {يوسف:67}.
قال العلماء: إن ذلك كان خوفاً عليهم من العين، وفي الحديث الشريف: استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود. رواه الطبراني وغيره وصححه الشيخ الألباني.
قال ابن القيم رحمه الله: فصل: ومن علاج ذلك ـ العين ـ أيضا والاحتراز منه: ستر محاسن من يخاف عليه العين بما يردها كما ذكر البغوي في كتاب شرح السنة: أن عثمان ـ رضي الله عنه ـ رأى صبيا مليحا فقال: دسموا نونته لئلا تصيبه العين، ثم قال في تفسيره: ومعنى دسموا نونته: أي: سودوا نونته، والنونة: النقرة التي تكون في ذقن الصبي الصغير، ومن هذا أخذ الشاعر قوله: ما كان أحوج ذا الكمالي عيب يوقيه من العين اهـ. من زاد المعاد.
ويشرع كذلك أن يتحصن من شرها بالتعوذ بالأدعية والمعوذات، كما يشرع استعمال الرقية الشرعية منها حتى لو لم يكن مصابا.
والله أعلم.