الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما ذكر في السؤال من وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - جاء في كتب الحديث والسير والشمائل, وفيه الصحيح والضعيف, فمن الصحيح ما جاء في صحيح البخاري عن أنس بن مالك في وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "كان ربعة من القوم، ليس بالطويل ولا بالقصير، أزهر اللون ليس بأبيض أمهق ولا آدم، ليس بجعد قطط.. الحديث, وفيه عن البراء: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها، وأحسنهم خلقا ليس بالطويل البائن ولا بالقصير.. الحديث
وعن الحسن: كان - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس, ربعة إلى الطول ما هو بعيد ما بين المنكبين, أسيل الخدين, شديد سواد الشعر, أكحل العينين, أهدب الأشفار.. الحديث. حسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير.
ومن الضعيف ما رواه الطبراني في الكبير عن هند بن أبي هالة في حديث طويل وفيه: أنه كان أشنب, مفلج الأسنان.. قال عنه الألباني في ضعيف الجامع الصغير: ضعيف
ولا يتسع المقام لتتبع هذه الجزئيات والحكم عليها كل واحدة منها، وبإمكان السائلة الكريمة الدخول إلى موسوعات الحديث، وإلى الشاملة وغيرها؛ ففيها الحكم على كثير من الآثار المذكورة، كما يمكنها التعرف على الكثير من المواقع الإسلامية المعتمدة من خلال موقعنا هذا, وموقع سلطان, أو موقع طريق الإيمان.
هذا؛ وننبه إلى الضعف في هذه الأوصاف ليس معناه أنها كذب أو موضوعة، ولكن الغالب أن ذلك من حيث الصناعة الحديثية وقواعد التصحيح والتضعيف؛ فقد كان السلف - رضوان الله عليهم - يتساهلون في نقل السير والأخبار التي لا يؤخذ منها حكم في العقيدة والحلال والحرام؛ ولهذا قال العراقي في ألفية السيرة:
وليعلمِ الطالبُ أنَّ السّيَرَا * تَجمَعُ ما صحَّ وما قدْ أُنْكرَا.
وقال بعضهم: تجمع ما صح وما قد ذكرا, أي عن أهل الأخبار والسير.
والله أعلم.