الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قرر العلماء أن هذه الوصايا النبوية لعليّ ـ رضي الله عنه ـ باطلة ومكذوبة جملة, وأنها لم تخرج من مشكاة النبوة, ومن تأمل سياقها وأسلوبها علم ضعفها وركاكتها مما يُنزّه عنه مقام سيد الفصحاء صلى الله عليه وسلم، وللإمام الشوكاني ـ رحمه الله ـ بحث في النسخ الموضوعة: وهي النسخ التي يروي أصحابها جملة من الأحاديث التي ينسبونها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويكون عامتها موضوعا باطلا في أواخر كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة له ص:423 ـ جاء فيه ما نصه:.. ومنها: وصايا عليّ ـ رضي الله عنه ـ قال في الخلاصة: كلها موضوعة سوى الحديث الأول وهو: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، قال الصغاني: ومنها وصايا عليّ كلها التي أولها: يا علي لفلان ثلاث علامات, وفي آخرها: النهي عن المجامعة في أوقات مخصوصة, كلها موضوعة، قال في اللآلئ ـ يعني السيوطي: وكذا وصايا عليّ موضوعة, واتهم بها حماد بن عمرو, وكذا وصاياه التي وضعها عبد الله بن زياد. انتهى.
وأما حديث: أنت مني بمنزلة... فهو في الصحيحين وغيرهما، كما قال الشوكاني في موضع آخر: ولعل واضع هذا الحديث الباطل جعله مطيته لترويج كذبه.
والله أعلم.