الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان أبوك على تلك الحال التي ذكرت فهو على خطر عظيم، لكن ذلك لا يسقط حقه عليك، فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين الذين يأمران ولدهما بالشرك، وانظري الفتوى رقم: 103139.
فالواجب عليك بر والدك بما تقدرين عليه من غير ضرر يلحقك، ومن أعظم أنواع البر به أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر برفق وأدب، وإذا قمت بما يجب عليك تجاهه من البرّ فلا تضرك كراهيتك له بسبب معصيته لله ـ إن شاء الله ـ لكن لا تستسلمي لمشاعر الكراهية نحوه، حتى تدفعك إلى عقوقه، وراجعي الفتوى رقم: 43891.
وأما ما يتعلق بمسألة الطهارة والنجاسة فاعلمي أن الأصل في الأشياء الطهارة ولا يزول يقين الطهارة بالشك، ثم إن الوضوء لا يفسد بوقوع النجاسة على البدن، فاحذري من الوسوسة في هذه الأمور، فإن الوسوسة داء يشوش على الإنسان فكره وينكد عيشه ويضيع وقته وجهده، فاستعيني بالله وأعرضي عن الوساوس وأقبلي على ما ينفعك في دينك ودنياك.
والله أعلم.