الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب أن السحاق محرّم باتفاق العلماء، وقد عدّه ابن حجر من الكبائر، كما بيناه في الفتوى رقم: 9006
ولكن مهما عظم الذنب فإن من سعة رحمة الله، وعظيم كرمه، أنه يقبل التوبة منه، بل إن الله يفرح بتوبة العبد، ويحب التوابين، ويبدل سيئاتهم حسنات، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، مع الستر على النفس وعدم المجاهرة بالذنب. ومن صدق التوبة أن يجتنب العبد أسباب المعصية، ويقطع الطرق الموصلة إليها، ويحسم مادة الشر.
فإن كنت تبت توبة مستوفية الشروط السابق ذكرها، فتلك كفارة ما وقعت فيه، وتوبتك مقبولة بإذن الله، وأبشري خيرا، وأكثري من الأعمال الصالحة، وأحسني ظنك بربك، وأكثري من ذكره ودعائه فإنه قريب مجيب، وخذي بأسباب العلاج المشروعة، ولا تيأسي من رحمة الله، فإن الله تعالى ما أنزل داء إلا أنزل له دواء؛ كما في الحديث.
والله أعلم.