الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن نبينا صلى الله عليه وسلم كان أجمل الخلق على الإطلاق؛ قال صاحب قرة الأبصار في سيرة المشفع المختار: وكان أجمل الورى وأكملا خلقا وخلقا بل لعمري أفضلا، وفي الصحيحين وغيرهما أنه صلى الله عليه وسلم: كان أحسن الناس، وكان أجود الناس، وكان أشجع الناس..فهو صلى الله عليه وسلم قد أوتي الحسن كله، ويوسف إنما أوتي شطر الحسن؛ قال الحافظ في الفتح عند شرحه لحديث المعراج " فإذا هو -يعني يوسف- قد أعطي شطر الحسن... لكن روى الترمذي من حديث أنس ما بعث الله نبيا إلا حسن الوجه حسن الصوت، وكان نبيكم أحسنهم وجها وأحسنهم صوتا؛ فعلى هذا فيحمل حديث المعراج على أن المراد غير النبي -صلى الله عليه وسلم- ويؤيده قول من قال: إن المتكلم لا يدخل في عموم خطابه، وأما حديث الباب فقد حمله ابن المنير على أن المراد أن يوسف أعطي شطر الحسن الذي أوتيه نبينا صلى الله عليه وسلم. والله أعلم".
وقال بعض العلماء: إن جمال نبينا صلى الله عليه وسلم ستره الله تعالى بالهيبة والجلال والوقار.. بخلاف جمال غيره؛ جاء في مرقاة المفاتيح للملا علي القاري "وقد قال بعض الحفاظ من المتأخرين وهو من مشايخنا المعتبرين: إنه -صلى الله عليه وسلم- كان أحسن من يوسف عليه السلام ... لكن الله تعالى ستر عن أصحابه كثيرا من ذلك الجمال الباهر فإنه لو برز لهم لم يطيقوا النظر إليه؛ كما قاله بعض المحققين، وأما جمال يوسف عليه السلام فلم يستر منه شيء".
وأما أهل الجنة -نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياك منهم- فإنهم يدخلونها على أحسن هيئة وأكمل خلق، ويكونون على صورة آدم في الحسن والجمال والطول. وانظر الفتاوى: 51452 181091 114111. وما ذكرت ليس دليلا على أن يوسف عليه السلام أجمل من محمد صلى الله عليه وسلم؛ لما ذكرنا.
والله أعلم.