دلالة استمرار الضيق والهم بعد التوبة

8-11-2012 | إسلام ويب

السؤال:
كانت لي معصية كنت أداوم عليها كمداومتي على الصلاة، وكنت في أحيان أتوب ولكني أعود لممارستها مرة أخرى، وكنت أسأل الله دائما الهداية وأن يعينني على تركها. إلى أن ألمّ بي كربٌ، فقلت في نفسي هذا بما كسبت يداي، فتبت إلى الله منها، وتركتها لغير رجعة، ولكن في نفسي تساؤل وشك: إذا ما تقبل الله توبتي -وإحسان الظن به سبحانه وتعالى- فالهم والحزن جاثمان على صدري، فأقول في نفسي لو أن الله تقبل توبتي فلماذا ما زلت في ضيق بسبب كربتي، فلازمت الدعاء والاستغفار، بل إني أصبحت أنتظر أن يحل الليل لأصلي وأستغفر. وأدعو الله لي بالفرج، وأنا في حالتي هذه حتى أذان الفجر. فيعتريني الهم مجدداً وأقول: عسى الله أن يفرج علَيّ اليوم. وأنتظر إلى أن يحلّ الليل وأدعو وأستغفر مجدداً، وهذه حالي كلّ ليلة.
فأحياناً أحس بالراحة لأن لي رباً كريماً يسمع ويجيب الدعاء، وأحسن الظن به في حينها، خصوصاً عندما أتذكر أنه يفرح بتوبة عباده. ولكن عندما يصيبني الضيق يحصل الشك ولا أعرف إن كان قد تقبل مني أم لا.
أرجو إرشادي لما يجب علي أن أفعله.
بارك الله فيكم.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فالحمد لله الذي منّ عليك بالتوبة، ونسأله سبحانه أن يجعلها توبة نصوحا وأن يمن عليك بقبولها، ولعل ما ابتلاك الله به من الغم كان خيرا لك، لما حصل لك به من المصلحة العظيمة برجوعك إلى الله تعالى وتوبتك إليه، ولعل استمرار هذا الغم إلى الآن هو مزيد من التمحيص، ولأجل أن يمحو الله ذنبك ويرفع درجتك، فإن المسلم لا يصيبه نصب ولا وصب، ولا هم ولا غم، ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه، فأحسن ظنك بربك، وثق أنه سبحانه يغفر الذنوب جميعا، وأنه سبحانه لا يتعاظمه ذنب أن يغفره.

واعلم أن التوبة تجب ما قبلها، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، واستمر في طاعتك وعبادتك واستئناسك بربك تعالى، وأدم ذكر الله بالليل والنهار، فإنه من أعظم ما يتحصن به من الهم والغم، والزم دعوة ذي النون عليه السلام:لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. فإنه ما دعا بها مكروب قط إلا فرج الله كربه، والزم أدعية الكرب وهي مشهورة، ولو راجعت بعض الأطباء النفسيين الثقات كان ذلك حسنا، ويمكنك كذلك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا. نسأل الله لك الشفاء والعافية.

  والله أعلم.

www.islamweb.net