الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في رد الخطاب الذين لا يناسبونك من جهة المال والتعليم ونحوه، بل مراعاة هذه الأمور أمر حسن لا ينبغي إغفاله, وانظري الفتوى رقم: 26055 , لكن ننبهك إلى أن تكرار رفض الخطاب والمبالغة في الشروط المطلوبة في الخاطب مسلك غير مأمون العواقب، وراجعي في ذلك الفتويين: 104869 ، 71053.
وأما بخصوص علاقتك بخالتك وغيرها من أرحامك: فالواجب عليك صلتهم ولا سيما خالتك فإن حقها عليك عظيم، فقد قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الخالة بمنزلة الأم " متفق عليه, فاحذري من قطعها, أو الجفاء معها, وإذا كانت هي أو غيرها من أرحامك يقعون في الغيبة والنميمة, فالواجب عليك اجتناب هذه المحرمات, والحرص على أن تكون مجالسك معهم مجالس خير وطاعة ونصح، وإذا صدر من بعضهم غيبة فعليك الإنكار, وبيان حرمة الغيبة, ويمكنك توجيه الحوار بعيدًا عن الأمور المحرمة, والمبادرة بالكلام النافع، فإذا لم ينفع ذلك فالواجب اجتناب هذه المجالس، قال النووي في رياض الصالحين: باب تحريم سماع الغيبة وأمر من سمع غيبةً مُحرَّمةً بِرَدِّها والإنكارِ عَلَى قائلها، فإنْ عجز أَوْ لَمْ يقبل منه فارق ذلك المجلس إن أمكنه. اهـ
ولا يستلزم ذلك مقاطعتهم بالكلية, وإنما تخالطينهم فيما لا إثم فيه, وتجاهدين نفسك على بر خالتك فيما لا معصية فيه والإحسان إليها، وأكثري من دعاء الله عز وجل أن يعينك على طاعته, وأن يرزقك زوجًا صالحًا تقر به عينك, ويكون عونًا لك على أمر دينك ودنياك.
والله أعلم.