الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الجهاد ذروة سنام الإسلام، ومن رزقه الله هذه المرتبة العالية لا ينبغي له أن يدنسها بالمعاصي, وخاصة العادة السرية؛ ولذلك ننصحك بالتخلص من هذه العادة السيئة المضرة, وذلك بالزواج إن استطعت, أو بالصوم كما أرشد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الشباب إلى ذلك؛ فقال: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء", متفق عليه.
وبخصوص تأثير تلك العادة على الجهاد؛ فإنها قد تكون سببًا في تأخر النصر؛ فالذنوب والمعاصي من أسباب تأخير النصر؛ لمنافاتها تحقيق العبودية التامة لله تعالى التي هي من أعظم أسباب النصر, كما أن شؤم المعصية قد يتعدى ويحرم المرء بسببه من الوصول إلى ما يصبو إليه من السعادة, وراجع للفائدة الفتوى رقم: 27216.
وتأثير المعاصي على قبول أعمال العبد الصالحة غير لازم؛ فإن الطاعات قد تقبل مع إتيان الذنوب، وقد تذهب السيئات الحسنات، كما تذهب الحسنات السيئات، والعمدة في ذلك على ما وردت به النصوص الشرعية؛ فالشرك مثلاً والرياء والمنّ والأذى في الصدقة.. هذه وغيرها مبطلات للعمل, كما سبق بيانه الفتاوى: 35296، 180787، 57512.
أما ارتكاب العادة السرية: فلم يرد نص أنها تبطل العمل الصالح - وإن كانت حرامًا - ولذلك نرجو ألا يبطل جهادك بسبب هذه المعصية، ولكن عليك أن تقلع عنها, وتبادر بالتوبة النصوح منها.
والله أعلم.