الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الإحساس بالفرح بما أنعم الله به على العبد من أداء فريضة الحج أو غيرها من الطاعات التي وقعت بإخلاص لا حرج فيه, ولا يؤثر على العمل ما دام قد وقع بإخلاص لله تعالى؛ فقد قال الله تعالى: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [يونس:58], وروى الإمام أحمد وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من سرته حسنته, وساءته سيئته فهو مؤمن" صححه الألباني, وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ الْعَمَلَ مِنْ الْخَيْرِ وَيَحْمَدُهُ النَّاسُ عَلَيْهِ, قَالَ: "تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ", ولمعرفة حقيقة الرياء وما يترتب عليه انظر الفتوى: 10992.
والعجب المذموم - كما قال العلماء - هو: استعظام العمل أو النعمة والركون إليها, مع نسيان إضافة ذلك إلى المنعم سبحانه وتعالى, وانظر الفتوى: 32856 .
نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياك الإخلاص والصدق في القول, والثبات في العمل.
والله أعلم.