الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيسن الإتيان بالذكر الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد الوصول إلى الصفا والوقوف عليه سواء تم الصعود إلى أعلى الجبل أم كان الوقوف أسفله فيما يعتبر جزءًا منه، ويكرر الذكر ثلاثًا ثم يدعو ويكرره ثلاثًا أيضًا، ويدعو أثناء السعي بما شاء أيضًا ففي حديث جابر الطويل في صفة حجه صلى الله عليه وسلم وهو في صحيح مسلم، وفيه: ثم خرج من الباب إلى الصفا فلما دنا من الصفا قرأ: إن الصفا والمروة من شعائر الله, أبدأ بما بدأ الله به، فبدأ بالصفا فرقي عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة فوحد الله وكبره, وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده, وهزم الأحزاب وحده ثم دعا بين ذلك، قال مثل هذا ثلاث مرات, ثم نزل إلى المروة حتى إذا أنصبت قدماه في بطن الوادي سعى, حتى إذا صعدتا مشى حتى إذا أتى المروة ففعل على المروة كما فعل على الصفا. الحديث.
قال النووي في شرح صحيح مسلم عند حديث جابر الطويل في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يذكر المناسك المأخوذة من الحديث قال: وَمِنْهَا: أَنَّهُ يُسَنُّ أَنْ يَقِفَ عَلَى الصَّفَا مُسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةِ, وَيَذْكُرَ اللَّهَ تَعَالَى بِهَذَا الذِّكْرِ الْمَذْكُورِ, وَيَدْعُوَ وَيُكَرِّرَ الذِّكْرَ وَالدُّعَاءَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ, هَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ عِنْدَ أَصْحَابِنَا, وَقَالَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا: يُكَرِّرُ الذِّكْرَ ثَلَاثًا, وَالدُّعَاءَ مَرَّتَيْنِ فَقَطْ, وَالصَّوَابُ الْأَوَّلُ... إلى أن قال: عند قول جابر في الحديث ففعل على المروة مثل ما فعل على الصفا: وفيه أنه يسن عليها من الذكر والدعاء والرقي مثل ما يسن على الصفا، وهذا متفق عليه. انتهى،
وللفائدة طالع الفتوى رقم: 63254، والفتوى رقم: 71686.
والله أعلم.