الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعتراف المرء بخطئه وذنبه بداية السير في الطريق الصحيح؛ وسلوك سبيل الصلاح بعد الفساد أمر ميسور بإذن الله تعالى. ومن خلال ما ذكرت عن نفسك فمعك كثير من المعينات على التوبة من هذا الفعل الشنيع من الصلاة، وذكر الله، وتلاوة القرآن. قال تعالى: اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ {العنكبوت:45}، فاتخذ من هذه الأعمال سلما للوصول إلى الصلاح. وبادر إلى التوبة النصوح المستوفية الشروط والتي بيناها بالفتوى رقم: 5450. ونوصيك بحسن الظن بربك وعدم اليأس من روحه أو القنوط من رحمته، وبادر إلى التوبة النصوح مرة أخرى ولو تكرر منك الذنب ولا تيأس، فالعودة إلى الذنب مرة أخرى من غير عزم سابق على العودة إليه لا يعتبر إصرارا؛ كما بينا بالفتوى رقم: 18661.
ولا يعني هذا بحال إقرارك على العودة إلى الذنب وإنما المقصود عدم القنوط، وفتح باب الأمل أمامك حتى لا تقع فيما هو أعظم خطرا ومن ذلك الخياران اللذان ذكرتهما، فكلاهما شر ووبال وسوء وفساد، ولن تجد منهما إلا خسران الدنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين. والإقامة في بلاد الكفر من أعظم أسباب الفتنة، وتيسير الوصول إلى الفاحشة والحيلولة دون التوبة منها والرجوع إلى الله، ومن كان في مثل حالك تجب عليه الهجرة من هذا البلد الذي يرعى الرذيلة ويهدم الفضيلة، وقد نص أهل العلم على وجوب الهجرة في حق من يخشى على نفسه الفتنة بإقامته في بلاد الكفر، فكيف بمن هو واقع في الفتنة ولا يستطيع عنها حولا. وانظر الفتوى رقم: 2007 والفتوى رقم: 12829.
وأما الانتحار فلا يجوز المصير إليه على كل حال، وليس فيه حل للمشاكل وإنما هو نقلة إلى دار الشقاء حيث العذاب الأليم عياذا بالله تعالى، وهل يفعل مثل هذا عاقل؟! وانظر في الانتحار الفتوى رقم: 10397 والفتوى رقم: 53157. فلم يبق أمامك إذن إلا التوبة والإنابة، وصدق الالتجاء إلى الله مع صدق العزيمة .
وأما بعدك عن الزواج ونفورك منه فقد يكون من آثار وشؤم جريمة اللواط، والشيطان يزين لك هذا الباطل ويشعرك بصعوبة الإقلاع عنه، وفي المقابل يخوفك من الزواج لكونه من أفضل ما يعينك على العفاف، فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، واحرص على رقية نفسك بالرقية الشرعية حتى يذهب الله عنك وساوسه وشروره وهواجسه وتخويفه. ونوصيك أيضا بالحرص على الصوم فإنه سبيل للعفاف، وملازمة الرفقاء الصالحين والحذر من رفقاء السوء.
ولمزيد الفائدة راجع الفتاوى التالية أرقامها: 3867 - 6872 - 1208.
والله أعلم.