الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في أنك ارتكبت ذنبا عظيما، وأتيت منكرا جسيما، وانظر لبيان قبح هذه الجريمة وعظم خطرها الفتوى رقم: 156719 وليس معنى هذا أنه لا سبيل لك إلى التوبة، بل إن باب التوبة مفتوح لا يغلق في وجه أحد حتى تطلع الشمس من مغربها، فعليك أن تعزم عزما أكيدا على عدم الرجوع لهذه المعصية، وأن تندم ندما حقيقيا على ما ارتكبت من هذا الفعل المنكر، فإذا تبت توبة نصوحا صادقة فإن الله تعالى سيقبل توبتك ويقيل عثرتك فإنه سبحانه هو الغفور الرحيم، ومهما كانت ذنوب العبد عظيمة فإن الله يمحوها عنه بصدق توبته كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. وقال الله سبحانه: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ {الشورى:25}، . وقال جل اسمه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
فلا تيأس من روح الله، ولا تقنط من رحمة الله، وأقبل على ربك مخلصا في توبتك صادقا في الرجوع إليه سبحانه، وأكثر من دعائه سبحانه واستغفاره، وأكثر من فعل الطاعات والحسنات فإن الحسنات يذهبن السيئات. نسأل الله أن يغفر لك ويتجاوز عنك.
والله أعلم.