الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذا الحديث لا يصح, ففي سنده بعض الوضاعين, فقد قال ابن حجر في لسان الميزان: عيسى بن مهران المستعطف أبو موسى كان ببغداد رافضي كذاب جبل, قال ابن عدي: حدث بأحاديث موضوعة, محترق في الرفض, حدثنا المنجنيقي حدثنا عيسى بن مهران حدثنا مخول حدثنا عبد الرحمن بن الأسود عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد مع علي فذكر خبرًا طويلًا فيه وحمل راية المشركين سبعة وقتلهم علي فقال جبرائيل: يا محمد ما هذه المواساة؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم: أنا منه وهو مني, ثم سمعنا صايحًا في السماء يقول: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي, قلت: وثقه محمد بن جرير, وقال: أبو حاتم كذاب, وقال الدارقطني: رجل سوء, وقال الخطيب: كان من شياطين الرافضة ومردتهم, وقع إلي كتاب من تصنيفه في الطعن على الصحابة وتكفيرهم فلقد قف شعري, وعظم تعجبي مما فيه من الموضوعات والبلايا. اهـ
وقال السيوطي في اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة: (ابن عدي) حدثنا إسحاق بن إبراهيم المنجنيقي حدثنا ابن مهران حدثنا مكحول حدثنا عبد الرحمن بن الأسود عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده قال: كانت راية رسول الله يوم أحد مع علي, وراية المشركين مع طلحة بن أبي طلحة فذكر خبرًا طويلًا, وفيه وحمل راية المشركين سبعة ويقتلهم علي، فقال جبريل: يا محمد ما هذه المواساة؟ فقال النبي؟ أنا منه وهو مني, ثم سمعنا صائحًا في السماء يقول: لا سيف إلا ذو الفقار, ولا فتى إلا علي, قال السيوطي: عبيد رافضي يحدث بالموضوعات. اهـ
وقال ابن العجمي في الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث: ذكر عن المنجنيقي بإسناد حديثًا إلى محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد مع علي فذكر حديثًا طويلاً, في آخره ثم سمعنا صائحًا في السماء يقول: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي. انتهى. وفي موضوعات ابن الجوزي هذا الحديث وقال فيه: لا يصح، والمتهم به عيسى بن مهران. اهـ
والله أعلم.