الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبالنسبة لتعيينك في الماضي قبل استيفاء كل المطلوب منك فنرجو أن لا يكون عليك منه بأس إذا كنت تؤدي عملك على الوجه المطلوب, وأما الأيام التي كنت تغيب فيها وتتأخر عن العمل فلا تستحق ما يقابلها من الراتب, ولا تكفي مسامحة المسؤول فيما يظهر؛ لأن العمل هنا يتعلق بالمال العام, وهذا المال يشترك مع المغصوب والمسروق في أنه أخذ بدون حق, لكن ليس مثلهما من كل وجه، وطريقة التخلص أن تخرج من الراتب قدر تلك الأوقات التي كنت تغيب وتتأخر فيها عن العمل، وهذا القدر الذي تخرجه ترده إلى الجهة القائمة على الأمور المالية، لكن إذا علمت أن تلك الجهة لن تضعه في موضعه, وستتصرف فيه تصرفًا باطلًا فلا ترده إليها، ولتصرفه مباشرة في المصالح العامة، ومن ذلك أن يصرف على الفقراء والمحتاجين في البلد, وراجع الفتويين: 159435 - 95123.
فإذا أنت أخرجت قدر ذلك فلا حرج عليك في الربح الناتج من عملك المباح في راتبك, ولا حرج عليك فيما ما اشتريت به من مقتنيات.
والله أعلم.