الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الذي سميته غلوًا في الدين هو الذي ذهب إليه عامة علماء المسلمين، بل نقل ابن تيمية اتفاق المسلمين عليه، ووجه الدلالة عليه من الآية ظاهر كل الظهور, وإن كان مثله قد يخفى على من قل نصيبه من العلم والاطلاع على مدارك الأحكام، وذلك أن الله تعالى جعل القاعد المستمع من غير إنكار بمنزلة الفاعل, وهذا أعم من أن يختص بمعصية دون معصية، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الجلوس على مائدة يدار عليها الخمر، وترك أبو أيوب حضور عرس سالم بن عبد الله بن عمر لما رآهم قد كسوا الجدر بالستور، ودلائل هذه المسألة ونصوص العلماء عليها أكثر وأوضح من أن نطول بذكرها، ونحن نحيلك على الفتوى رقم: 173313 ففيها دفع شبهتك بما فيه الكفاية - إن شاء الله -.
والله أعلم.