الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله السلامة والعافية, وأن يختم لنا ولجميع المسلمين بالحسنى, والظاهر من السؤال أن المتوفى لم يتب من ذنوبه, بل ختم له بها - والعياذ بالله -.
فأما بالنسبة لشرب الخمر: فهو من كبائر الذنوب, ومن مات على الذنوب والمعاصي ولم يتب منها فأمره إلى الله: إن شاء عذبه, وإن شاء غفر له، فعن عبادة بن الصامت قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس: تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئًا, ولا تسرقوا, ولا تزنوا, ولا تقتلوا أولادكم, ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم, ولا تعصوا في معروف, فمن وفى منكم فأجره على الله, ومن أصاب من ذلك شيئًا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له, ومن أصاب من ذلك شيئًا فستره الله فأمره إلى الله: إن شاء عاقبه, وإن شاء عفا عنه, فبايعناه على ذلك. رواه البخاري ومسلم.
وأما بالنسبة لترك الصلاة: فإن كان تركها كسلًا ونحوه فقد ذهب طائفة من العلماء إلى كفر تاركها, والجمهور على أنه عاص فاسق مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب, وعلى القول الأول فمن مات وهو تارك للصلاة فإنه يكون خالدًا في النار لا يخرج منها, وعلى القول الثاني يكون من أهل الوعيد: إن شاء الله عذبه, وإن شاء غفر له.
فمما ذكر يتبين لك: أنه على القول بعدم كفر تارك الصلاة فإن الشخص المذكور يمكن أن يدخل جهنم ليعذب, ويمكن ألا يدخلها لمغفرة الله له, فهو تحت المشيئة, وانظر لمزيد الفائدة فتوانا رقم: 44304.
والله أعلم.