الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا لا نعلم حديثا صحيحا يفيد ثبوت فضيلة مخصوصة بسورة الأنعام، ولا أنها يدعى بها في قضاء الحاجات، وتيسير الزواج أو الولادة؛ ولكن القرآن كله يمكن الدعاء بما شاء الإنسان منه لما في الحديث: عن عمران بن حصين : أنه مر على قارئ يقرأ، ثم سأل، فاسترجع ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قرأ القرآن فليسأل الله به، فإنه سيجيء أقوام يقرؤون القرآن يسألون به الناس. رواه الترمذي وقال: حديث حسن ـ وصححه الألباني في صحيح الترغيب.
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي: فليسأل الله به، أي فليطلب من الله تعالى بالقرآن ما شاء من أمور الدنيا والآخرة، أو المراد أنه إذا مر بآية رحمة فليسألها من الله تعالى، وإما أن يدعو الله عقيب القراءة بالأدعية المأثورة...اهـ.
ولم نقف على حديث يدل على مشروعية قراءة سورة الأنعام عند المحتضر، والوارد في ذلك إنما هو قراءة سورة يس، كما رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه، وصححه ابن حبان عن معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: اقرأوا يس على موتاكم. وفي سنده ضعف.
وقد ذكر أهل العلم أن تخصيص آيات وسور من القرآن بفضائل، أو قضاء حاجات من دون دليل يعتبر من المحدثات كما قال الدكتور العلامة بكر أبو زيد في كتابه: بدع القراء القديمة والمعاصرة.
قال -رحمه الله-: من البدع التخصيص بلا دليل بقراءة آية أو سورة في زمان أو مكان، أو لحاجة من الحاجات. انتهى.
وراجعي للمزيد في الموضوع، وفي بعض الوسائل المعينة على تيسير الزواج الفتاوى التالية أرقامها مع إحالاتها: 23645،6029،32981،20688.
والله أعلم.