الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فشكر الله لك ما أنت عليه من السعي في إصلاح ذات البين، وأثابك على ذلك جزيل المثوبة، وهكذا فلتكوني دائما، فإن هذا من خير أعمال البر.
أما بخصوص ما سألت عنه من أمر الغيبة: فإذا كنت قد اغتبت هذا الخال فذكرته في غَيْبته بما ليس فيه مما يكره أن يُذكر به، فالواجب عليك أن تتوبي إلى الله تعالى بالندم الصادق، والعزم على عدم العود إلى مثل هذا أبدا، واستغفري لذنبك ولا تقلقي ولا تقنطي، فإن التوبة تمحو كل ذنب، ثم إن من تمام توبة المغتاب أن يتحلل من اغتاب ويستسمحه إن لم يلحقه في ذلك ضرر ولا فضيحة، وإلا فحسبه الاستغفار له وذكر محاسنه.
وراجعي الفتوى رقم: 171183 .
وأما بالنسبة لأمك وخالك: فلا يحل لهما أن يتهاجرا، ولا أن يقطع بعضهما بعضا، فذنب الهجر بين المسلمين عامة عظيم، والنهي عنه أكيد، والوعيد فيه شديد، وهو بين الإخوة وذوي الأرحام أشد تحريما؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ، يلتقيان فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. رواه البخاري.
وقال صلى الله عليه وسلم: تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا. رواه مسلم.
والواجب عليهما أن يستغفرا، فقد أذنبا بما فعلا، وعليهما أن يصطلحا، وأن يرفعا إحنة الضغائن بينهما، فيتجاوز كل عن خطإ الآخر ويتنازل عن بعض حقه، حتى يعود الحال بينهما على ما كان، فأخوة الدين والنسب أسمى وأغلى من أن ينغصها أو يكدر صفوها العرض الزائل.
والله أعلم.