الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الحديث قواه جمع من العلماء، فقد قال عنه المنذري، وابن حجر: إسناده جيد، وحسنه الألباني، وجاء معناه من حديث أبي هريرة، أخرجه ابن حبان في صحيحه، وضعف الحديث آخرون كالعقيلي، والذهبي.
أما عبارة "إسناده ضعيف " فهي تحتمل الحكم على الحديث بأنه ضعيف، وذلك إن لم يكن له إلا هذا الإسناد، أو كان مطلق هذه العبارة يعني أن الحديث ضعيف بكل أسانيده. وتحتمل الحكم على هذا الإسناد بالضعف دون الحكم على الحديث بأنه ضعيف، و يكون الحديث له طرق أخرى.
وإن لم تعلم صحة الحديث فلا تجزم بنسبته للنبي صلى الله عليه وسلم؛ بل بين ضعفه، أو انقله بصيغة تمريض كأن تقول: يُذكر، أو فيما يروى، أو تقول: لا أعلم بصحته ونحو ذلك، كما قال العراقي:
وإن ترد نقلا لواه ، أو لما ... يشك فيه لا بإسنادهما
فأت بتمريض كـ(يروى) واجزم ... بنقل ما صح كـ(قال) فاعلم
وانظر الفتوى رقم: 50652
والمنقطع من أنواع الحديث الضعيف، لأن من شروط صحة الحديث اتصال السند كما قال العراقي:
وأهل هذا الشأن قسموا السنن إلى صحيح وضعيف وحسن
فالأول المتصل الإسناد بنقل عدل ضابط الفؤاد
عن مثله من غير ما شذوذ وعلة قادحة فتوذي
والله أعلم.