الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في أن العلم بموعد الوفاة من الغيب الذي اختص الله سبحانه بعلمه، فلا يعلمه إلا هو سبحانه، ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مفاتيح الغيب خمس، ثم قرأ: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {لقمان:34}، وجاء في سبب نزول هذه الآية عن مجاهد، قال: جاء رجل من أهل البادية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن امرأتي حبلى، فأخبرني ما تلد؟ وبلادنا جدبة، فأخبرني متى ينزل الغيث؟ وقد علمت متى ولدت فأخبرني متى أموت؟ فأنزل الله عز وجل: {إن الله عنده علم الساعة إلى قوله: {إن الله عليم خبير} . رواه ابن أبي حاتم، وابن جرير.
قال ابن عثيمين: معلوم أن وقت موت الإنسان غيبي لا يعلمه إلا الله عز وجل، فمن ادعى علمه فهو كاذب، فالرجل الذي يدعي أنه يعلم متى يموت الناس كاذب بلا شك، ومن يصدقه كافر؛ لقوله تعالى: قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ {النمل:65}. أهـ.
فهذا الكلام المنقول في السؤال لا يعدو أن يكون كذبًا، ومما يظهر بطلانه: أن موت الإنسان قد يكون بسبب خارج عن مرض جسده, كإصابته بقذيفة, أو حادث سير, ونحو ذلك، ولتعلم أنه ليس كل ما ينقل عن الغرب يصدق، ولا كل ما يزعمون أنه من نتاج دراسات وأبحاث يكون حقًّا, وانظر الفتوى: 32668.
والله أعلم.