الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحديث المذكور ضعفه كثير من أهل العلم، وقد تراجع الألباني -رحمه الله- عن تضعيفه، وصححه، كما جاء في كتاب تراجعات الألباني فيما نص عليه تصحيحا وتضعيفا لأبي الحسن الشيخ.
واستجابة دعاء الله تعالى للأموات، أو عدم استجابته، من الأمور الغيبية التي لا يمكن القول فيها إلا بما ورد في نصوص الوحي من كتاب الله تعالى، أو ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا، وننبه إلى أنه لا يجوز للمسلم أن يطلب من الأموات وأصحاب القبور الدعاء؛ لما في ذلك من ذريعة للشرك التي يجب الابتعاد عنها والحذر منها.
جاء في مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية: نهى سبحانه عن دعاء الملائكة والأنبياء، مع إخباره لنا أن الملائكة يدعون لنا ويستغفرون، ومع هذا فليس لنا أن نطلب ذلك منهم. وكذلك الأنبياء والصالحون وإن كانوا أحياء في قبورهم، وإن قُدّر أنهم يدعون للأحياء، وإن وردت به آثار، فليس لأحد أن يطلب منهم ذلك، ولم يفعل ذلك أحد من السلف؛ لأن ذلك ذريعة إلى الشرك بهم وعبادتهم من دون الله تعالى؛ بخلاف الطلب من أحدهم في حياته؛ فإنه لا يفضي إلى الشرك؛ ولأن ما تفعله الملائكة ويفعله الأنبياء والصالحون بعد الموت هو بالأمر الكوني، فلا يؤثر فيه سؤال السائلين، بخلاف سؤال أحدهم في حياته فإنه يشرع إجابة السائل، وبعد الموت انقطع التكليف عنهم.
والله أعلم.