الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي نجاك مما نزل بك، وليس لما حصل لك من هذه النعمة واندفع عنك من النقمة فدية معينة يجب دفعها، وإنما ينبغي أن تجتهد في شكر نعمة الله عليك بالاجتهاد في طاعته, وإخلاص العبادة له وحده سبحانه، فتلزم فعل الفرائض, وتكثر من فعل النوافل، ولو تصدقت بما يسره الله لك من المال شكرًا لهذه النعمة كان ذلك حسنًا، وليس هناك مقدار معين تؤمر بالصدقة به, وإنما تفعل من جميع الطاعات الصدقة وغيرها ما يسره الله تعالى لك شكرًا لنعمته عليك، ثم إن الذي ينبغي للمسلم أن يكون مطيعًا لله, شاكرًا له في كل حال, فإن نعم الله لا تزال تغمر العبد، فلا يقتصر شكر النعمة على حال اندفاع المصائب, ولا تكون الصدقة إلا في حال اندفاع النقم وحصول النعم فحسب، بل على العبد أن يكون طائعًا لربه مجتهدًا في مرضاته على كل حال، ولتنظر للفائدة الفتوى رقم: 116930.
والله أعلم.