الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس كشف اسم الأم ونحوها من النساء بمحرم ولا بدعة؛ وإنما هذا أمر اعتاده كثير من الناس في العالم الإسلامي في وقتنا الحاضر، وهو من باب الحياء في ذكر اسم المحارم من النساء, وليس هذا الأمر بممنوع شرعاً؛ فإن القرآن قد ذكر مريم باسمها؛ كما قال تعالى: وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ {آل عمران:42}. وكذلك فعل النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال في الحديث: على رسلكما إنها صفية. رواه الشيخان. وقال عمر: عرفناك ياسودة. أخرجه الشيخان.
وقد تواطأ العلماء من المؤرخين، والمحدثين وغيرهم، على ذكر أسماء النساء في كتبهم.
وجاء في المعجم الجامع في تراجم العلماء وطلبة العلم المعاصرين لزهير الشاويش: ... ووالدتي زينب بنت سعيد رحمون ( وفي بعض بلادنا أَنَفةٌ من ذكر اسم الأم، والزوجة، والبنت ).
وعليه، فلا بأس للمرء أن يذكر اسم أمه، أو يمتنع عن ذكره؛ لكن لا علاقة للشرع بهذه المسألة, وليست كل مسألة في عرف الناس اليوم مصدرها الشرع, كما أنه ليس كل شيء في عرف الناس مخالفا للشرع.
والله أعلم.