الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يكشف عنك الغمة, وأن يصلح ما بينك وبين زوجك بمنه وكرمه سبحانه، فنوصيك بالوقوف ببابه, والاحتماء بجنابه, والتضرع إليه أن يصلح زوجك, ويلين قلبه, ويرزقه الحلم وسعة الصدر، فقد أمر سبحانه بالدعاء ووعد بالإجابة حيث قال: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}, وراجعي في آداب الدعاء الفتوى رقم: 119608.
والأصل أن تطيع الزوجة زوجها في المعروف؛ كما هو مبين في الفتوى رقم: 18814, ويدخل في ذلك طاعته في طلبه منها زيارة أهله ما لم يترتب على تلك الزيارة ضرر أو حرمة, قال الهيتمي في الزواجر: قال بعض العلماء: يجب على المرأة دوام الحياء من زوجها، وغض طرفها قدامه، والطاعة لأمره... إلى أن قال: وإكرام أهله وأقاربه. اهـ. ومما يدخل في إكرام أهل الزوج زيارتهم، وراجعي الفتوى رقم: 4180. فمهما أمكنك تنفيذ أمر زوجك بزيارة أخته وخالته فافعلي، فهذا أدعى لأن تكسبي وده, وتجتنبي أسباب الشقاق معه, وفي المقابل لا ينبغي له أن يكون تعامله معك زوجته على أساس الآمر والمأمور، والسيد والعبد المطيع، فما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعامل كذلك مع غلمانه وخدامه فضلًا عن زوجته، والله تعالى يقول: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا {الأحزاب:21}.
وأخيرًا نقول: إن التفاهم بين الزوجين واحترام كل منهما للآخر من أهم أسباب استقرار الأسرة, ودوام السعادة فيها، وبذلك يدخلان جنة في الدنيا قبل جنة الآخرة.
والله أعلم.