الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فشتم الزوجة لزوجها وسبه، مما يبيح ضربها للتأديب، بخلاف شتمها لأهل الزوج وإهانتهم، فلا يبيح للزوج أن يضربها.
قال الشربيني :...ولا الشتم له، ولا الإيذاء له باللسان أو غيره، بل تأثم به، وتستحق التأديب عليه، ويتولى تأديبها بنفسه على ذلك، ولا يرفعها إلى قاض ليؤدبها؛ لأن فيه مشقة وعارا، وتنكيدا للاستمتاع فيما بعد، وتوحيشا للقلوب، بخلاف ما لو شتمت أجنبيا. اهـ.
والضرب يباح إذا رجي صلاح الزوجة به، ولا يباح لمجرد التشفي والانتقام.
قال الشربيني: إنما يجوز الضرب إن أفاد ضربها في ظنه، وإلا فلا يضربها كما صرح به الإمام وغيره. اهـ.
ويحرم على الزوج أن يضرب زوجته ضربا مبرحا على كل حال؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : اتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه، فإن فعلن ذلك، فاضربوهن ضربا غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن، وكسوتهن بالمعروف ... الحديث، أخرجه مسلم.
قال النووي: أما الضرب المبرح، فهو الضرب الشديد الشاق، ومعناه اضربوهن ضربا ليس بشديد ولا شاق. اهـ.
وحتى في حال إباحة ضرب الزوجة فتركه أولى.
قال الإمام الشافعي بعد أن ذكر جواز ضرب الناشز للتأديب: ولو ترك الضرب كان أحب إلي، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لن يضرب خياركم. اهـ.
وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 166297 22559 69 57395
وانظر بعض النصائح لعلاج الزوجة سيئة الخلق في الفتوى رقم: 161869
والله أعلم.