الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في التسمية باسم نائلة, فهو اسم معروف عند السلف, وقد تسمى به عدد من الصحابيات - رضوان الله عليهن -:
منهن: نائلة بِنْت سلامة الأنصارية, قال ابن سعد في الطبقات الكبرى: أسلمت نائلة, وبايعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ومنهن: نائلة بنت سَعْد قال ابن الأثير في أسد الغابة: أسلمت وبايعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ومنهن: نائلة بنت الفرافصة امرأة عثمان بن عفان.
وهو من النوال, أي: العطاء والصلة والمعروف, جاء في لسان العرب: النَّوَال العَطاء.
وفي صحيح مسلم أن رسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَهِيَ نَائِلَةٌ - إِنْ شَاءَ اللهُ - مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا. قال العلماء: فهي نائلة معناه: واصلة وشاملة.
وأما كون هذا الاسم سمي به صنم أو غيره, فإن ذلك لا اعتبار له؛ فالأسماء يسمى بها البر والفاجر, ويمكن أن تطلق على أي شيء، ولكن العبرة بما نهى الشرع عن التسمية به، وهو ما لا يوجد في الاسم المذكور، وقد بينا ضابط ذلك في الفتوى: 12614 وما أحيل عليه فيها, كما بينا درجة قصة تسمية إساف ونائلة بصنمين في الفتوى: 156343.
ولذلك فإنه لا داعي للقلق والحزن, أو تغيير الاسم؛ فهذا الاسم لا حرج فيه من الناحية الشرعية أو اللغوية - كما ذكرنا - ولكن إذا أرادت صديقتك تغييره فإنه لا حرج في ذلك.
والله أعلم.